بعد العجاف..
اللي تعدّن لربعين.
عاش صحوة هـ الوطن..
سبحان ربي..
وابتدا مولود ينشا..
من شعار.. وصدر عاري..
وبعض طين.
ينتشر يملا الهوا..
يزهّي الخواطر كلها..
يملا بمحبّة كل عين.
اليوم عديت انتمشى..
دون ما نرسم هدف.
القيت الخطاوى تقود..
في بخفّة.
لمفوز الطلحي..حي الخرشتان.
وحسّيت أن الحي يبدو مختلف..
أو اني غبت عنّه من زمان..
بالرغم اني كل يوم انجيه.
هو في طريقي..
ولازم انخطّم عليه.
بس اليوم متغير..او انها..
نظرتي للحي توّا تختلف.
في مفوز الطلحي..
حسيتبا صبحي..
يرد صبحي اللي زمان.
وحسيت طيبة في الوجوه..
وشميت ..مااحلاه المكان.
قبّلت الرصيف المنعطف..
ووقّفت لحظة..
انتهجّا ..في العبارات..
اللي زيّنت كل المباني.
حسّيت كأن الكتابة..
تصدر الاصوات.
وكأن المباني تجاوبها..
كأن المباني.؟
سكان الحي خطّاطين..
جميلة الخطوط..بليغة المعاني..
تدل عالثورة.
برغم القاف الغير منقوطة..
ورغم الراء اللي كأنها..
ألف مقصورة.
بس اسمعتّا..عرفت نقراها..
(معمر حقيرـ طير ياحقير)
سكان الحي خطّاطين..
جمال الخط في قلوبهم..
في احساس ايديهم..
بقيمة كل ذرّة طين.
وايش يمكن يصير الحجر..
لمّا تمسكه كفين.
تخط ع الجدران أردى خط..
وترميه في وجه النظام.
سكان الحي رسّامين..
جميلة الرسوم..
بالرغم من عدم التناسب..
في أجزاءْها اللوحة..
بس واضحة اللوحة..
(صورة زعيم ..يشبه زعيم)
سكان الحي رسّامين..
جمال الرسم في ايديهم..
في احساسم بالحجر والتلوين.
في كون في الصورة تجلّا..
حجم هالحقد اللعين..
اللي ملا وجه الزعيم.
وفي تحدى ريشة الثوار..
لزلام النظام.
وقّّفت لحظة..
قبّلت الرصيف المنعطف..
وارخيت الخطاوى بخف.
على يساري فاطمة الزهرا..
وعلى يمينى حوش حامد.
كان نقطة م العذاب..
اللي ابتلى هالشعب بيه.
اجتهد في الصغر واجد..
وبامتياز..
تخرج من كلية الآداب.
وانتهى في هالشوارع..
أي واحد يعرفه ..
ايتحسف عليه.
ارخيت الخطاوى بخف..
جت عيني عليه..
البيت بودورين.
المطلي بس بسمنت..
دون دهان.
اذكرت..
جيتا البيت بودورين..
من كم عام..
هذا بيت سي عثمان.
جيتا..
يومها انعزي..
علي ضحيّة..
من ضحايا هالنظام.
ويومها مكتوب ع الشادر..
(لاتقبل تعازي الامن الداخلي)
لا نرقدو ع الدين.
الله يرحم الناجي..
من يومها في البال..
ساكنة الصورة.
وقبل ايام..
من هالبيت الاسطورة..
كانت أم للثورة..
نجيّة بنت سي عثمان.
في أول يوم..للثورة..
تزغرد..
ترمي في الحجر..
وتهتف..
حان رد الدين..
حان رد الدين.